أشعار السيدة زينب لأخيها الحسين عليهما السلام

الجمعة نوفمبر 23, 2012 5:43 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن من ظلمهم من الأولين والآخرين

للعقيلة زينب الكبرى (عليها السلام) شأن أسمى من الشعر، وأرفع من الأدب، فهي العالمة غير المعلمة، وهي التي تفسّر القرآن الكريم لجماعة من النسوة، ولها مجلس لتعليم الفقه. لكنّ مأساة كربلاء وما تلاها من مشاهد الحزن والأسى جعلتها تنفس عن آلامها برثاء أخيها الشهيد، ولعلها كانت تستهدف من هذه المراثي غاية أهمّ من الرثاء، هي تعرية الظالمين، والنيل منهم، والتحريض عليهم.

وهذه نماذج من شعرها (عليها السلام):

1- ولها هذه الأبيات أنشأتها حين ودّعت أخاها الحسين (عليه السلام)، وقيل أنشأتها بعد سلب حرم الحسين (عليه السلام):

قفـــــوا ودّعونا قــــبل بـــعدكم عنّا وداعاً فإن الجسم من أجلــكم مضنى

فقد نقّضت مـــنّي الحياة وأصبحت عليّ فجاج الأرض من بــعدكم سجنا

سلام عليـــــكم مــــا أمرّ فراقـــــكم فياليتنا مـــــن قـــــبل ذا اليــوم متنا

وإنـــــي لأرثـــــي للغريــــب وإنّني غريب بعــــيد الدار والأهل والمغنى

إذا طـــــلعت شمـس النهار ذكرتكم وإن غربـــت جدّدت من أجلكم حزنا

لقــــد كــــان عيشي بالأحبّة صافياً وما كنـــــت أدري أنّ صحـبتنا تفنى

زمـــان نـعمنا فيه حتى إذا انقضى بكــــــيـــنا عـــــلى أيّـــامنا بدم أقنى

فوالله قـــــــد زاد اشـــــتياقي إليكم ولم يدع التغمـــيض لــي بعدكم جفنا

وقد بــارحتني لوعة البين والأسى وقد صرت دون الخلق لي مفزعاً سنا

وقد رحـــــلوا عـــنّي أحبّة خاطري فما أحد منهـــــم عـــــلى غربتي حنّا

عســـــى ولعلّ الدهر يجــــمع بيننا وترجــــع أيّـــام الهنا مثل ما كنا

2- لها هذه الأبيات حين رأت شقيقها الإمام الحسين (عليه السلام) مزملاً بدمائه مرملاً على صعيد كربلاء:

لقـــد حـــــط فينا من زماني نوائبه وفــــرَّقنا أنيــــــابه ومــــــخالبــــه

وجار عليـنا الدّهر في أرض غربة ودبّت علــــــينا بـــالرّزايا عــقاربه

وأردوا أخـــــي بالقتل غدراً وغيلة وما خـــــلفوا إلاّ الأســـــى ونوائبه

وجار علينا الــدّهر والقـــــوم شهد وطمَّـــت رزايــــاه وحــلَّت مصائبه

حســــين لقـــــد أمسى قتيلاً مجدّلاً وأظــــلم مـــن دين الإله مـــــذاهبه

معـــــبرة الـــــذلول مكــــــــــشفات كســـــبي الرّوم دامـــــية الــــلعاب

لئـــــن أبـــرزن كرّها مــــن حجاب فـــــهنّ مـــن التعــفّف في الحجاب

أيبــــخل على الفرات على الحسين وقـــــد أضـــــحى مـــــباحاً للكلاب

فلي قــــلب عـــــليه ذو التهـــــــاب ولـــــي جفـن عليه ذو انسكاب

3- ولها حينما رأت رأس أخيها الشريف على القناة:

يــــــا هــــلالاً لــمّا استتمّ كمالاً غاله خــــــسفه فـــــأبدا غروبا

ما تــــــوهّمت يـا شقيق فؤادي كــــــان هــــــــذا مقدّراً مكتوبا

تـــــشفّع بالنبي فـــــكلّ عـــــبد يُغـــــاث إذا تـــــــشفّع بـــالنبي

ولا تـــــجزع إذا مـا ناب خطب فـــــكم لله مـــن لطف خفي

4- من أبيات قالتها العقيلة (عليه السلام) في مجلس يزيد:

قتـــــلتم أخــــي والله صبراً للؤمكم ستـــــجزون نـــــاراً حــــرّها يتوقد

سفكتم دمـــــاء حـــــرّم الله سفكها وحرّمــــــها القـــــــــرآن ثـم محمد

ألا فأبشروا بالنــــــار إنّــــــكم غدا لفــــي ســــــقر حــــقاً يقينا تخلدوا

وإنــــي لأبكي في حياتي على أخي على خير من بـــــعد النــبي سيولد

بـــــدمع غـــــزير مستـهلّ مكفكف على الخدّ منّي دايبا ليس يجمد

5- ومن أشعارها في التمسّك بالقرآن وأهل البيت (عليهم السلام):

تــــمسّك بـــــــالكــــــتاب ومن تلاه فأهل البــــــيت هـــــم أهــل الكتاب

بــــــهم نـــزل الكتــــــاب وهم تلوه وهـــــم كــانوا الهداة إلى الصّواب

إمامي وحـــــدّ الــــرحمـــــــن طفلاً وآمن قــــــبل تــــــسديد الخــــطاب

عـــــليٌ كـــــان صــديق البـــــــرايا عليٌ كـــــــان فــــــاروق العــــذاب

شفــــيعي في القيامة عــــــند ربي نبيٌ والوصــــــي أبـــــو تــــــــراب

وفاطــــمة البـــــتول وسيــــــدا من يخلّد في الجــــــنان مـــــع الشباب

على الطـــــف السلام وساكــــــنـيه وروح الله فـــــي تــــلك القــــــباب

6- قالت بعد خطبتها في الكوفة:

ماذا تـــقولون إذ قال النبي لـــــــــكم ماذا صنـــــــعتم وأنتــــــــم آخر الأمم

بأهل بيـــت وأولادي وتــــــــــكرمتي منهم أســـــاري ومنـــهم ضرّجوا بدم

ما كـــان ذاك جزائــي إذ نصحت لكم أن تخــــلفوني بسوء في ذوي رحمي

إنــــي لأخـــشى علـــيكم أن يحلّ بكم مثل العـذاب الذي أودى على إرم

7- الأبيات التالية نسبت إليها، حيث أنشأتها عندما وصل ركب الأسر في طريقهم إلى الشام على موضع يقال له: نصيبين، وكان قد وقع نظرها على رأس أخيها الحسين (عليه السلام)، فلمّا رأت الرأس الشريف بكت وأنشأت:

أتــــشــــهّرونــا فــــي البرية عنوة ووالـــــــدنا أوحـــــى إليـــــه جليل

كفرتم بــــربّ العــــــرش ثم نـــبيّه كــــأن لم يجئكم في الزمان رسول

لحاكم إلـــــــه الــــعرش يـا شرامة لـكم في لظى يوم المعاد عويل

8- وأنشأت هذه الأبيات حين أقبل فرس الحسين (عليه السلام) من المعركة إلى المخيم مصهلاً لا يحمل صاحبه:

شـرقت في الريّق في أخ فجعت به وكنت من قبل أرعى كـــلّ ذي جار

فالــــــوهم أحــــــــسبه شيئاً فأندبه لولا التخيّل ضـــــاعت فيه أفكاري

قد كنت أمَّلــــــت آمــــــالاً أسرّ بها لولا القضاء الذي فـــي حكمه جار

جاء الجواد فلا أهلاً بمـــــــــــقدمه إلا بــــــوجه حسيــــــن مدرك الثّار

يا نفس صبراً على الدنيا ومحنتها هذا الحسين قتيل بالعرا عار.

السبت نوفمبر 24, 2012 7:00 am

قتـــــلتم أخــــي والله صبراً للؤمكم ستـــــجزون نـــــاراً حــــرّها يتوقد

سفكتم دمـــــاء حـــــرّم الله سفكها وحرّمــــــها القـــــــــرآن ثـم محمد

ألا فأبشروا بالنــــــار إنّــــــكم غدا لفــــي ســــــقر حــــقاً يقينا تخلدوا

وإنــــي لأبكي في حياتي على أخي على خير من بـــــعد النــبي سيولد

بـــــدمع غـــــزير مستـهلّ مكفكف على الخدّ منّي دايبا ليس يجمد

*** مساهمة مميزة لعضوة عودتنا التميز فيما تقدم ***

السلام على كعبة المصائب زينب عليها السلام

الأحد نوفمبر 25, 2012 5:24 pm

التميز هو بوجودك يالغلا
نورتي...

أشعار السيدة زينب لأخيها الحسين عليهما السلام

أشعار السيدة زينب لأخيها الحسين عليهما السلام

رد: أشعار السيدة زينب لأخيها الحسين عليهما السلام

رد: أشعار السيدة زينب لأخيها الحسين عليهما السلام